محمد عبدالله، شاب في عمره الثانية والعشرين، من سكان ناحية جوارقورنة جنوب كوردستان، في عمره الثامنة عشر يقرر الهجرة الى الخارج، لذا يتصل بمجموعة من المهربين ياخذونه الى تركيا ومنها الى خارج البلد، لكنه يعتقل في تركيا. وبحسب نصائح المهربين، يعرف نفسه بأنه من اهالي سوريا بعد اعتقاله من قبل القوات الامنية، لذا يرحل الى سوريا ويسجن في عفرين.
بعد اطلاع ممثلية مؤسسة بارزاني الخيرية في عفرين، على هذه الحادثة، بذلت كل جهودها واتصلت بالجهات المعنية ويفرجون عنه في سجن عفرين، لكن لاسباب قانونية لايعود الى ديار مباشرة.
محمد عبدالله، يلبس يلك مؤسسة بارزاني الخيرية، ويقوم بواجبه الانساني، وبعد 14 شهرا واكمال المدة القانونية للعودة، يوم الاربعاء الموافق 12/3/2025 يعود الى دياره مع فريق مؤسسة بارزاني الخيرية ومجموعة من الاعلاميين.
ام محمد بعد احتضانها لابنه ومسح دموع عينيها يجيب على الاسئلة قائلة: لم يكن لدي الامل لأتهنى بابني، لان بعضهم كان يقول انه توفى وبعض الاخر يقولون انه وقع بيد داعش، كلام الناس دمروني، لكن زوجي كان متفائلا، ويحاول باستمرار، الله لم يتركنا بلا امل.
عبدالله ابو محمد، قال مبتسما، وفي قلبه السرور، كانت صورة محمد على شاشة موبايلي منذ رحيله الى تركيا، ووجه شاشاة الموبايل الى عدسات كاميرا الاعلام، واعتبر قصة انقاذ ابنه قريبة من الحلم، وانه صحى من هذا الحلم. وصرح بعد ان عرف ان مؤسسة بارزاني الخيرية ذهبت لتركيا بعد حدوث لزال في تركيا وسوريا لاغاثة المنكوبين، استطاع الحصول على رقم هاتف السيد رواج حاجي (عضو الهيئة الادارية لمؤسسة بارزاني الخيرية ومسؤول ملف عفرين) وحول هذا الموضوع قال: اتصلت بالسيد رواج حاجي، في تمام الساعة الثانية في منتصف الليل، ورجيت منه ان يسأل عن احوال محمد في سجون عفرين وسوريا، ووعدني وأوفى بوعده خلال ثلاثة أيام، وقال: ارجو ان تتوسع مؤسسة بارزاني الخيرية يوما بعد اخر، والدول التي بحاجة اليها ان تستمر في مساعدتهم.
محمد عبدالله، في زحام اقاربه، يبتسم وتملا قلبه السعادة ويضحك وهو لابس يلك مؤسسة بارزاني الخيرية. انه سعيد لانه في يوم ميلاده افرج عنه في السجن، وفي هذا الجانب قال: بتاريخ 16/1/2025 قالوا في سجن عفرين: تتواجد هنا مؤسسة بارزاني الخيرية، انت حر، كان متزامنا مع تاريخ ميلادي، سعدت كثيرا. وبقيت في مكتب مؤسسة بارزاني الخيرية في عفرين واشتغلت كمتطوع، وقال: كان في السجن معنا اشخاص من الجنوب، الغرب، عراقيين والعرب، وحرروا جميعا، لكن مازال هناك اشخاص اخرين، وطالب ان يعمل بجدية على تحريرهم جميعا.
عبر السيد رواج حاجي (عضو الهيئة الادارية لمؤسسة بارزاني الخيرية ومسؤول ملف عفرين)، عن سعادته كونه وفريقه استطاعوا ايجاد محمد في وقت قريب، لكن بذلنا جهودا كبيرة، وبين انه اثناء كارثة زلزال تركيا وسوريا، ذهبوا الى البلدين وحتى الان مكتبهم موجود هناك، ونحاول فتح مكتب في دمشق. وحول انقاذ محمد قال بشكل مختصر: وعدناه، ونفذنا وعدنا.
هذه الحادثة التي تشبه قصة او دراما، لاتشمل محمد فقط، بل انه واحد من الاف الشباب وابناء الوطن الذين فقدوا اثناء هجرتهم الى الغربة ومصيرهم غير واضح، لذا ترى مؤسسة بارزاني الخيرية انه من واجبها ان يخصص جزءا من مشاريعها لانقاذ اشخاص بهذا الشكل، وتطلب من المنظمات الانسانية ونشطاء مدنيين والسلطة والدول، ان يقدموا جميع التسهيلات لانقاذ هؤلاء الشباب، الذين لعب بهم سراب الهجرة ومصيرهم مجهول.












