ان تشجيع العمل الانساني ومناقشة المخاطر والعوائق التي تواجه مسار العمل الانساني، قضايا حساسة وجوهرية، كثير الاشخاص الذين يعملون من اجل المساعدات الانسانية، ويعملون بشكل تطوعي ويضحون من اجلها، خاصة اثناء الازمات والمعارك والخراب وانتشار الامراض والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، هؤلاء وضعوا انفسهم في خطر من اجل اغاثة المنكوبين وانقاذهم.
في العمل الانساني، أخذت مؤسسة بارزاني الخيرية حصة الاسد، حيث بامكاننا ان نمثل بان المؤسسة وفرقها، وصلت الى شمال و غرب كوردستان في تركيا وسوريا، قبل المنظمات الدولية الانسانية اثناء حدوث زلزال في هذين البلدين، وقدموا مساعدات مختلفة في اجواء مليئة بالمخاوف.
وبحسب تقرير الامم المتحدة، فقط في عام 2022 اصيب اكثر من 475 موظف في مجال العمل الانساني على مستوى العالم ولقوا حتفهم.
وفي اقليم كوردستان وبعد معارك داعش ونزوح الاف الاشخاص، كانت مؤسسة بارزاني الخيرية مركزا رئيسيا للعمل الانساني وقدمت خدماتها لضحايا المعارك والتشرد في اكثر من 30 مخيما.
ان اليوم العالمي للعمل الانساني، ليس ذكرى للماضي، بل دعوة لنا وللمستقبل، كي نعرف اهمية العمل الانساني وندعمه، دعوة للجميع لتقييم المسؤولية السياسية والانسانية.
هنا نواجه سؤالا مهما وهو:
هل ان مستقبل العمل الانساني على خط السياسة، ام يعتمد على الايمان والقيمة الانسانية؟
على الرغم من ان مؤسسة بارزاني الخيرية تحيي الذكرى العالمية للعمل الانساني، فهي تؤكد على ان في اغلب الاحيان تقع العاملين في المجال الانساني تحت ضغوطات القوات المسلحة المختلفين ويكونوا هدفا لهم، او يمنعون من ايصال المساعدات.
ان العاملين في المجال الانساني، ليسوا باطال افلام هوليود، انهم متطوعون مخفيون، اطباء داخل هموم النازحين واللاجئين، أشخاص يعملون بصمت في الازمات.
اذا اراد العالم ان يحيي ذكرى اليوم العالمي للعمل الانساني بصدق، على جميع الدول تحمل المسؤولية ويثبتون التزامهم ويأخذوها على عاتقهم حماية المنح في العمل الانساني.
ان اغتيال “سيرجيو فيرا دي ميلو” ومساعديه في بغداد، علامة واضحة على ان العمل الانساني ليس امنا ويجب ان توضع خطط لمواجهة هذه المخاوف.
سيرجيو فيرا دي ميلو، ممثل ذو منصب رفيع في الامم المتحدة في العراق، اغتيل في 19 من شهر اب سنة 2003 مع 22 من مساعديه، جراء عملية ارهابية وتفخيخ في قاعة كنال في بغداد، ومنذ عام 2009 وحدد هذا اليوم من قبل الامم المتحدة كاليوم العالمي للعمل الخيري (World Humanitarian Day) كي يحيي ذكرى هذه الحادثة في جميع انحاء العالم، وان يحيي ذكرى هؤلاء الضحايا الذين راحوا ضحية من اجل العمل الانساني.











































